الثلاثاء، 17 مارس 2009

الأزمة العالمية والبطالة في مصر

في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية وتورط مصر فيها, نسمع بكل وضوح دقات ناقوس الخطر يحذر من انهيار الاقتصاد العالمي والاقتصاد المصري كجزء منه.
وفي مصر يمكننا ان نقول ان المتضرر الأكبر جراء ذلك هو ولا شك المواطن المصري الكادح الذي سيتحمل، رغم أنفه، أضرار تلك الأزمة وتبعاتها؛ فالمصريين، خاصة الشباب، يعانون أصلا من البطالة التي تجاوزت في مصر الــ (8 مليون عاطل) قبل وقوع الأزمة، فما بالنا كيف سيكون الحال بعدها؟ ...

سنتصفح مـعاً تداعيـات هذه الأزمــة على الـدول الصـناعـيـة الـكـبــرى لكي نستشف أين نحن منها وكيف سيكون حالنا ؟!

في الولايات المتحدة الامريكية - وبعد إفلاس بنك "ليمان براذرز" Lehman Brothers Bank ، ووصول صناعة السيارات في أمريكا لخطر الانهيار- فقد وصل عجز الميزانية الى 455 مليار دولار والدين العام الأمريكي الى 10,7 تريليون دولار، 40% منها تعود لمستثمرين. وطبقا لهذه الأوضاع المتدهورة والخسائر الفادحة، بدأت الشركات الكبرى في تسريح عمالها. فمثلا قامت شركة "ياهوو" Yahoo بتسريح 15 ألف موظف وشطبت شركة "كريسلر" Chrysler خمسة آلاف وظيفة، وبحسب تقرير الحكومة الأمريكية فإن الوظائف الملغاة ستصل حتى نهاية 2009 الى مليون ونصف وظيفة في أمريكا فقط.
وفي فرنسا ازداد عدد العاطلين 40 ألفاً منذ وقوع الازمة، والعدد في ازدياد... نعود ونكرر أن هذا في الولايات المتحدة وفرنسا، فما بالنا نحن.

وقد أعلن "جوستين لين" نائب رئيس البنك الدولي ان 2009 ستشهد انخفاضاً حاداً في أجور عشرات الملايين من العمال والموظفين، وأنه ومع نهاية هذا العام سوف يتم فقدان 51 مليون وظيفة أخرى على مستوى العالم...وقد اعترف السيد "المبجل" رشيد محمد رشيد، وزير التجارة، بأنه لا يضمن عملية تسريح العمال في مصر مجيباً على السؤال الذي وجهته له مذيعة بالتليفزيون المصري.
ويستكمل الوزير المحترم إجابته قائلاً: ماقدرش اقول لراجل صاحب مصنع ماتمشَيش عمال...هذا وقد أعلن "خالد ابو المكارم"، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات، أن 300 مصنع من أصل 500 في مدينة 6 أكتوبر قد بدأت بالفعل في تسريح العمالة ويتوقع ان تصل نسبة العمال المسرحين نتيجة الأزمة إلى 35% خلال العام الحالي .

وبالإضافة الى كل ذلك، فإن هناك الكثير من القطاعات الهامة والحيوية التي تساهم بشكل كبير في الدخل القومي هي ايضا معرضة للانهيار نتيجة الازمة الاقتصادية العالمية التي تتحول الآن إلى أزمة بطالة عالمية. على سبيل المثال: قناة السويس التي انخفضت مدخلاتها نتيجة الركود الاقتصادي..... اما عن قطاع السياحة الذي يشكل 11% من الدخل القومي فحدث ولا حرج، فقد وصل عدد السياح في مصر عام 2007-2008 الى حوالى 10 مليون سائح, "لكن السنة دي, الفنادق فاضية ومفيش سيَاح". ومن أقل من شهر قامت مجموعة فنادق "هيلتون" بتشريد 40% من عمالها وموظفيها.

الحكومة المصرية وكل رجال أعمالها بيقولولنا ان مصر بعيدة عن الأزمة الاقتصادية العالمية (كأن مصر موجودة في كوكب المريخ مثلاً) . لكن الحقيقة -بعد كل الكلام اللي فات ده- ان مصر متأثرة بالأزمة وبشدة، بدليل الشركات والمصانع والمؤسسات الكبرى اللي بتفلس وبتطرد عمالها وموظفيها ..... في مصر بقى واضح جداً ان الفقراء من عمال وموظفين وطلبة وفلاحين، هما اللي بيدفعوا وهيفضلوا يدفعوا تمن الأزمة الاقتصادية ... في المصنع, الأجور هتقل والعمال هيتفصلوا وينضموا الى طوابير البطالة ... أما نحن الطلاب, بعد أن نتخرج "هنبلَ الشهادة ونشرب ميَتها".

0 اترك تعليق Comments: