الخميس، 1 أبريل 2010

فلسطين .. مخططات التهويد وطمس الهوية


يُعد ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح للآثار الاسرائيلية حلقة جديدة في مخططات التهويد التي يعمد الكيان الصهيوني إلى تنفيذها منذ نكبة 1948 واحتلال الأراضي الفلسطينية. إلا أنه بعد ذلك اقتحم الصهاينة المسجد الأقصى واستمرت أعمال الحفر تحته للتنقيب عن "هيكل سليمان"، كما استمرت التهديدات الصهيونية بضم كنيسة القيامة للآثار الاسرائيلية.


بدأت عمليات التهويد بشكل فعلي بعدما أصدر الكنيست الاسرائيلي عام 1950 قانون يسمح بالاستيلاء على أملاك وأوقاف الغائبين من الفلسطينيين، حينها بدأ المستوطنون الصهاينة بالإستيلاء على الأحياء والمساجد والكنائس والمدارس وغيرها، وعمدوا إما إلى هدمها أو إلى استخدامها بعد تغيير اسمها من أسماء عربية إلى أخرى عبرية.

في القدس، بعد احتلال الجزء الغربي منها، تم تشريد سكان القرى المحيطة وهدم المنازل والمساجد وغيرها من المعالم الأثرية. كما كان يتم، على مر التاريخ منذ احتلال الصهاينة لأرض فلسطين، هدم الكثير من المنازل والمساجد في المدن الأخرى أو تحويلهم إلى متاحف، معارض للصور، كُنُس، ملاهي ليلية، وحتى حظائر للحيوانات. وقد كان من أبرز المساجد التي استولى عليها الصهاينة مسجد ظاهر العمر في عكا، المسجد العمري في صفا، مسجدي العباسية والوحدة في يافا، مسجد السيدة سكينة في طبريا، والمسجد الابراهيمي في الضفة الغربية، وغيرها من المساجد.

أما المقدسات المسيحية فقد نالت هي الأخرى قدراً مماثلاُ من الاعتداءات والانتهاكات، فعلى سبيل المثال تم الاستيلاء على الكنيسة الأرمنية وتحويلها إلى موقع عسكري خلال حرب 1967، وقد حطم الصهاينة أبواب كنيسة القديس يوحنا وتم هدم كنيسة للروم الأرثوذكس عام 1992، أما في بيت لحم فقد قام الصهاينة بتحطيم مقاعد كنيسة ودير مار إلياس وسرقوا الأيقونات والأواني المقدسة الأثرية وأثاث الدير، كما حاصروا كنيسة المهد عام 2002 لأكثر من شهر لم تُقرع خلاله أجراس الكنيسة لأول مرة في تاريخها، وتم انتهاك كنيسة البشارة في الناصرة إذ تم إلقاء قنابل صوتية بها في مارس 2006.


نستطيع أن نستنتج بسهولة من خلال تلك الأمثلة التاريخية أن –على عكس ما يتم تصويره في وسائل الإعلام- مخططات التهويد لا تسري فقط على المسجد الأقصى بل على المقدسات الإسلامية والمسيحية بشكل عام، ولا تشمل هذه المخططات مدينة القدس فقط بل أيضاً كل التراب الفلسطيني. وفي هذا السياق علينا أن ننظر إلى الأحداث الأخيرة كجزء من مخطط صهيوني أوسع لطمس الهوية الفلسطينية

0 اترك تعليق Comments: